بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
هناك من يشبه بعض الجوانب النفسية للمرأة بأمواج البحر,حيث تتراوح عواطفهما ومشاعرها بالارتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة,لتعود مشاعرها بالانخفاض عندما تنزعج,وتضعف ثقتها بنفسها,وماتلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد,وهكذا كامواج البحر المتقلبة.
وعندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها,فإنها تكون مصدرا لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة زوجها,ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الأكتئاب,فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها,وبأنها تحتاج الى الحب والرعاية من قبل الآخرين,وخاصة زوجها,وهناك من يشبه انخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم,وما تلبث المرأة بعد أن تصل الى قاع البئر,وخاصة إذا شعرت أن هناك من يحبها ويتمناها,أن تبدأ رحلة الصعود للخروج من هذا البئر وتعود كما كانت نبعاً معطاءً من الحب والرعاية لمن حولها وخاصة زوجها,وبناء على ماسبق فكيف يتكيف الرجل مع تقلب أمواج المرأة؟
إن الحياة مليئة بالمتغيرات الكثيرةوخصوصا العلاقة الزوجية,ويجب أن يفهم الرجل ان تبدل مشاعر المراة على هذا النحو من الارتفاع والانخفاض,ونزولها الى البئر وصعودها منه,ليس من تصرفاتها,بل هو سجية وخلقة خلقها الله عليها,ويجب أن يتعامل معها كما هي.
إذاً,من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الرجل ان يمنع زوجته من تقلبات المشاعر والمزاج,او أن يحاول أن يخرجها من ذلك البئر العميق.
بل المرأة عندما تنزل الى ذلك البئر فإنها لاتحتاج الى من يخرجها منه,وإنما تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها يحبها ويرعاها,وتحتاج أن تسمع منه كلمات الرعاية والعناية وان تحس بدفء الحب ولطف المعاملة.
إذاً,فالنزول الى البئر هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس والموج,وهي فرصة للرجل ان يقف بجوار امرأته ويظهر لها الدعم والتأييد والمحبة والمشاعر الفياضة تجاهها.
إن من الصفات النفسية للرجل عموما أنه عندما ينزعج فإنه لايتكلم أبداً عما يشغل باله,وبدلاً من أن يدخل أحداً في مشكلاته فإنه يلزم الصمت ويعتزل الناس في "الكهف" ليفكر في حل مناسب لهذه المشكلات, وعندما يجد الحل فإنه يخرج من عزلته ومن الكهف وهو أكثر سعادة وبهجة.
وإذا لم يعثرعلى الحلول المناسبة,فإنه يحاول أن يقوم ببعض الأعمال التي يمكن أن تنسيه مؤقتاً هذه المشكلات,كقراءة صحيفة أواللعب أو غير ذلك.
وعلى المرأة أن تفهم ان أي ابتعاد للرجل عنها ليس دليلاً على عدم الحب والرعاية,بل يمكن أن يكون امرا آخر.
وكما ذكرنا أن المرأة في الحب والعاطفة كموج البحر,كذلك فإن الرجل في علاقته مع المرأة أمرآخر,فهو يقترب جدا من المرأة ثم يبتعد بلا سبب,ثم يقترب مرة أخرى.
قد تفاجأ المرأة عادة عندما تلاحظ أن زوجها يبتعد قليلاً رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها,والذي يجب ان تعلمه المرأة أن الرجل لايقرر ذلك عمداً وعن تخطيط,وإنما هي صفة تلازمه,وإنما هي جبلة خلقه الله عليها.
وعلى الجميع أن يتذكر أن حب الرجل كالقمر يذهب ويأتي,وان حب المرأة كموج البحر صعودا وهبوطا,وان المرأة تنزل الى البئر وأن الرجل عندما تواجهه المشاكل يدخل الى الكهف,وأن هذه أمور خلق الله الذكر والأنثى عليها ولاسبيل الى تغييرها بل لابد من التعامل معها كما هي.
كيف تحسب النقاط بين الجنسين؟
من المهم ان يفهم كل من الرجل والمرأة كيف يحسب كل منهما النقاط للآخر,فالرجل عادة يتصور انه سيحقق نقاطاً أكثر ويزداد تقدير شريكة حياته له إذا قدم لها شيئاً كبيراً,كأن يشتري لها سواراً من ذهب أو يوفر مصروفات المدرسة لأبنائه.
والمرأة تحسب النقاط على نحو مختلف,إذ لاأهمية لديها لحجم هدايا الحب,فكل هدية تساوي نقطة واحدة,فالطريقة التي تحسب بها المرأة النقاط ليست مجرد عملية تفضيلية ولكنها احتياج حقيقي لكي تشعر بالحب في علاقتها.
إذاً,لاشيء أهم من المشاعر بالنسبة للمرأة,واي رجل يريد إسعاد زوجته,يجب أن يعرف كيف يدير مشاعرها.
مما قرأت