من طرف بسم الله
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
أولاً وقبل الشروع في ذكر الموضوع كان ولابد من ذكر كلمة هامة جداً ليعي الجميع سبب هذه الرسالة الهامة
والسبب هو إنني كنت أبحث هذا الصباح على كتاب هام وهو المجلدات الخمس للإمام البخاري النسخة القديمة وقد دخلت إلى أحد المواقع المسمى بالألوكة أو مجالس اللوكة أو اللغة سمه ما شئت حيث أعجبت في بادئ الأمر بالموقع وقلت هذا مكان ثمين وبه مغانم كثيرة من علم وخير ولكن وفي لمح البصر وقع بصري على موضوع لشخص يدعى أبوعثمان قيل لي عنه بأنه ليس له عمل سوى السعي لنشر الفتنة ويدعي كشف الصوفية ويحاول الإطاحة بهم بأي وسيلة كانت تحت ستار العلم والدين فدخلت لموضوعه وكلي عجب لهذه الأحوال الغريبة وإذا به يضع موضوعاً قد خط بقلم شخص يدعى عبدالرجمن الوكيل يدعي فيه فضح الصوفيه وتفنن بالعبارات والكلمات المعسولة التي من ورائها النيل والإنتقام من أهل التصوف خاصة تلبيةً لرغبة أفكار اليهود في السعي بالفتنة وإثارة الجدل والتكفير
فقمت بكتابة موضوع شامل وعام يحتوي على النصيحة تبعاً للقول (( الدين النصيحة )) ولم يكن في الرسالة أي ميل لجانب وإهانة للجانب الأخر وإنما منعاً لما يحدث من تصرف مشين ورداً لمن يقومون بهذه الأساليب وتنويراً لمن أراد أن يستقيم ويتبع الحق
ولكن كانت هناك ردة فعل ما رأيت مثلها عجباً فقد قام المدير العام لمنتدى مجالس اللغة كما هو مسمى بحذف الموضوع مدعي أن لا أجعل هذا المقال في موضوع خاص وإنما أضعه على هيئة رد للشخص المعنى
فيثبت لي بأن الطعن واللعن والتكفير مسموح في حق الصوفية والتصوف وأما الدفاع والإستبيان والتوضيح والإرشاد ممنوع منعاً باثاً ويتم إعتراضه مباشرتاً
(( وهذه هي أخلاقهم فكل إناء بما فيه ينضح ))
وعليه فأحببت عرض هذه الرسالة هنا لكم جميعاً لعدة أسباب
السبب الأول _ إن كان هناك ما يسيء في هذه الرسالة فيجب توضيحه على المفصل
السبب الثاني _ إن كنت قد تحيزت في قولي بلا سبب مقنع فأرجوا إرشادي
السبب الثالث _ معرفة هذه الجهات المعادية وماهو مستوى العلم والفهم لديهم
السبب الرابع _ عدم التصرف بنفس أساليبهم ولنترك أمرهم إلى الله وهو حسبنا ونعم المولى ونعم النصير
السبب الخامس _ نشر هذه الرسالة في جميع المواقع الصوفية وغيرها من الجهات المعادية وأن لا نخشى في الله لومة لائم ويجب صد هذه التصرفات المعادية وردع كل من يسعى للفتنة وبثها
والسبب السادس _ وهو الأهم يجب قفل أي باب لمثل هذه الفتن نهائياً وعدم الخوض فيها فمن اراد الرجوع للحق فهذه رسالة تحمل كل خير وفائدة ومن أراد أن يسير في الظلام وبث الفتنة فالله حسبيه وهو الذي يمهل ولا يهمل
والآن إليكم نص الرسالة بتوفيق من الله عز وجل
***********************************
***********************************
إلى الاخوة المعتدين بإسم الدين والعقيدة على أهل التصوف وعلمائهم الأفاضل
وكل من سولت له نفسه إرتكاب هذه الفتن من الأطراف التي تدعي الإسلام والفعل ينافي القول
وبعد
قال الله تعالى في كتابه العزيز {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} (48) سورة التوبة
وقال الله تعالى {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} (14) سورة الأحزاب
إن من أعظم المصائب في هذا الزمن الذي نرى فيه الفتن تأتي كا قطع الليل المظلم وخاصة كما نراها في هذه الأماكن عبر خطوط الإنترنت لهي ذليل كاف على تقارب ساعات الزمن حقاً وأن كل ما حذر منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أحوال وتقلبات لخرق الدين والعقيدة الصحيحة قد أصبح واضحة جلية لا يكاد يخلو مكاناً إلا وفيه علامات سوداء تشير إلى وقوع الفتنة والساعي لإيقاظها والله المستعان
وأن اليهود قد سعوا بشتى الطرق والمحاولات المتكرره لهدم أركان الدين وخاصة بعد أن فشلت محاولات القتال بإستخدام الأسلحة بشتى أنواعها وما وقع من حرب ودمار وهدم وسلب ونهب وفساد وهتك في الأعراض ولم يتزعز الدين ولم يتراجع المسلمون عن جهادهم وكفاحهم فقاموا بتجديد نشاطهم بنشر الثقافات الغربية وأنفقو لها مليارات الدولارات بل إنه تم إنفاق أكثر من 20 مليار دولار في الآونة الأخيرة فقط لأجل فتح جنسية جنسية مجانية في هذه الشبكة العالمية ذات الطريقين
ثم تطورت الفكرة إلى مستوى خطير وعظيم بأن قام هؤلاء أحفاد القردة والخنازير ببث السموم بين صفوف المسلمين بدعم جهات معادية للإسلام تعمل تحت شعار الإسلام والدين يتحدثون بإسم الكتاب والسنة وهم بعيدون كل البعد عنها وليس لهم عمل سوى إحداث الفوضى والسعي بين المسلمين بالفتنة وهدم الدين وخلق الحواجز وهدم العقائد الإسلامية الصحيحة بكل الطرق والوسائل التي خصصت لها شخصيات وأموال وقواعد تدعم هذه الحركة الإرهابية الهادمة
فكنا نعرف من خلال ما تعلمناه من الأسس الإسلامية الصحيحة هي إخماد نيران الفتنة والسعي لإطفائها حفاظاً على ديننا الحنيف وأما ما نشاهده اليوم هو إيقاظ الفتنة والسعي لها وفتح أبوابها والتلذذ بنشرها ودعمها بكل الوسائل مهما كلف الامر
فبدلاً من أن نعالج أحوال تفكك الأمة الإسلامية اليوم على مستوى العالم الإسلامي وإيجاد حلول لما نراه من دمار دخل علينا من جميع الأبواب بكل الطرق وبشتى الوسائل ومحاربة الجهل والفسق والفتن تجد العكس تماماً وهو خلق منافذ وأبواب جديدة تعمل لصالح الفساد والخراب وتعين عليه وتزيد من حدته وتتحد لأجل الإيقاع بالدين وهدمه حتى يتحقق ما يرجوه العدو وما يحلم به منذ ضهور الرسالة المحمدية وحتى هذه اللحظة
فبدلاً من مذهب أو منهج إن صح التعبير يسعى للرقي بالدين ونشر الخير ومعالجة المواقع بعلم وأدب وتسامح وحلم وتبادل للمعارف والعلوم تجده يسعى لخلق فتنة وإنشاب حرب لا تنطفئ فلا تتغى المواقع والكتب إلا بالتكفير والسب والتنذيل والطعن والتحقير وخرق لقوانين الحياة تحت شعار (( أهل السنية والإسلام ))
لكن الحقيقة فإن كل من يسعى بهذا التفكير وهذا المنهج المتدني فالأحق أن يكون تحت شعار (( السوء نية )) وليست السنية أو أتباع السنة المحمدية
فكما نرى هنا وما أتى به فضيلة المكرم أبوعثمان من كتاب يحمل بين طياته كل خبيث لا ينبت شيئاً ولا يحمل سوى فتنة يقصد بها الهدم والتسفيه كالتاجر في الأسواق صاحب نفس سلعتك فتحاول ان تبخس الأسعار وتخرج عيوب سلعته وترسم بحق تجارته وعمله أنواع الأخطاء ونقاط الضعف بحق أو بغير حق ليحدث له ركوداً وموتاً لسوقه وسلعته على حساب أن الترويج لسلعتك وحاجتك الخاص وتروج لها بحلال أو حرام فالمقصد هو مرحبك الخاص وما ستجنيه من عوائد تخدم بها هدفك الذي تلوح إليه , فلا تسعى إلا لهدف يخدمك فقط ويلبي مطلبك رغباتك متناسياً القواعد الأصولية في طرق التعامل الإسلامي الصحيح
فالمختصر الآن الذي حاولت وسأحاول جاهداً توضيحه بطريقة مبسطة جداً لأنني أسعى لإيصال المعنى للعامة قبل الخاصة حتى إذا مر أحد على هذا الرد فسوف يعي ما أعنيه وسوف يراجع نفسه ليجد الحقيقة ويقارنها مع الواقع ويقتنع بصدق دون تلبيس بإذن الله تعالى
وما اقصده من قولي . إذا أخذ المرء في مستوى من العلم ودرجة حاز عليها من الإجتهاد فرضاً ورأى من بعض العلماء والمشائخ حدوث أخطاء وتصرفات يرى وحسب ما علمه الله أنها بعيدة عن الإسلام أو لها عدة وجوه وهذا الأصح في التعبير فهنا وبصفته المحقق والمصحح لهذه المفاهيم كما ينوي التصرف فعليه بناء قاعدة صحيحة ينطلق من خلالها حتى لا ينهدم بنيانه الذي بناه
فكلنا أو أغلبنا يعلم جيداً أن في كل من البشر جوانب سيئة وجوانب حسنة حتى الكافر بالله الخارج عن الملة رغم كفره وبعده عن الدين تجد له في بعض الأحيان جوانب حسنة تفتقدها في المسلم نفسه
فما بالك بعالم جليل من أهل العلم والشريعة الإسلامية العطرة وقطع العمر في كتاب الله وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم والاعظم من ذالك أن لا تجد من قد طعن بحقه في زمنه ذاك رغم وجود مصابيح لامعة من كبار العلماء في ذاك الزمن مع عدم وجود أي تعارض فيما بينهم بل تجد الثناء لبعضهم البعض
فهنا ما اريد قوله وبالله التوفيق وعليه الإتكال ومنه التيسير وإليه التفويض في الأمر كله أنه حين يأتي شخص كا هذا السيد المذكور الاخ عبدالرحمن الوكيل مع الأسف الشديد وأراد الطعن بشيء ما دون تحديد ماهية هذا الشيء الذي ينوي كشف الستار عنه فهنا يفترض في بادئ الأمر عدم التطرق لقصد مصدر معين وتحديده كأن يكون هذا العالم المعنى في الطعن هو من يمثل الصوفية بأكملها أو غيرها من المناهج الأخرى وهذا الخطأ الأول الذي حدث هنا بشمول الصوفية وكأن المقصود هو الطعن واللعن والإهانة بحق الصوفية ولكن بصورة أكثر أدب تؤدي لمعنى واحد ومن لم ينتبه له الآن سينتبه له بعد عين بأن المؤلف يقصد الإهانة بأهل التصوف والإطاحة بهم بشتى الطرق والوسائل مهما كلف الأمر إلى أخر المعاني المخبئة وراء العنوان المذكور
ثانياً الكل يعلم أن العالم حين يؤلف كتاباً قد أخذ نبعه من الكتاب والسنة فإنه معرضاً للنقذ من قبل علماء اخرين وسيتعرض للنقاش حياً أو الإختلاف فيما تفضل به بعد موته من قبل علماء أخرين باحثين ومجتهدين في المسائل الدينيه وغيرها
ولكن مع الأخذ في الإعتبار أن نعي جيداً أننا حين نقوم بالنقذ أن نضع في الحسبان أن كما لهذا العالم من جوانب مظلمة قد رأها هذا الناقذ لكتابه ومؤلفاته فإن له بالمقابل جوانب مضيئة لا خلاف فيها وتعتمد من قبل الأعظمية من العلماء دون الطعن بها
فهنا كان من المفترض على الناقذ إن كان حقاً متبعاً للشريعة المحمدية صادقاً في قوله وفعله ونواياه أن يكون القصد خالصاً لله عز وجل أن يكون (( منصفاً )) فعليه هنا إختصار الطعن والنقذ على هذا العالم المعنى في موضوعه وفي الجانب السلبي أو المظلم مع مراعاة التأدب في اللفظ بحقه والنقذ بصورة أدبية أو ما يسمى بالنقذ البنّاء مع ذكر كلمة خير في جوانبه المضيئة أو الإيجابية كا نوع من الأدب والتقدير من قبل هذا الشخص الناقذ دون إستخدام أسلوب المشاقذة كما نراه في كل جولة تتفضل بها الجهات الأخرى من المناهج الإسلامية دون التحديد إحتراماً لكم
ولكن ومع الأسف الشديد المليء بالخجل لما رأيت من سوء تصرف أنه قد تم تخطي جميع الأسس والأدب العلمي وأخلاق الإسلام والمسلمين والصفات الحميدة التي يتوادد بها المسلمون فيما بينهم لإظهار نوعاً من التهجم والإسائة الغير متوقعة من مسلم يشهد لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقام ووضع شمولاً لأهل الصوفية عن بكرة أبيهم لمجرد إقتباس لجوانب في الغالب لن تكون سيئة ولكن نقول فربما لها عدة أوجه ونعتٍ تحتمل القبول من عدمه وتم تصريفها بمحمل التكفير والتدنيس والتدني متناسياً الجوانب الإيجابية مما نستنتج من هذا التصرف إن الأمر متقصد مفتعل لأغراض تشبه في أمرها أغراض المصالح الشخصية بحسب المستوى المخطط له
وقد أعجبت بشخص ذات مرة إذ قام بوضع معايير على قدر فهمه ووعيه بالأمر وأعتبره ذا قلب راجح وعقل مستنير حيث قال لي أنه قد وجد كتاباً إسمه شفاء السقام في زيارة خير الآنام للإمام السبكي رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين فقلت له أعرفه ومارايت فيه ؟
فقال لي تعجبت من أمر غريب
فسأله وما هو
فقال لي وجدت أن الإمام السبكي رحمه الله قد ذكر وأثبت وجود التوسل وعدم إنكاره وبأسانيد صحيحه وثابتة وذكر لي الصفحات التي تحتوي هذه الأدلة
فقلت له نعم وما الذي تريد الوصول إليه ؟
فقال لي تعجبت بأن الإمام السبكي رحمه الله كان يعرف عنه بأنه رجل لا يخشى في الله لومة لائم وكان في زمن الإمام إبن تيميه رحمه الله وكان الإمام السبكي قد قام بإعتراض إبن تيميه في عبارات أشار إليها في مقدمة كتابه المطبوع في دار الجيل 1411هـ وبالمقابل لم يعترضه إبن تيميه في التوسل حتى أن هناك بل أكده في كتابه الكلم الطيب النسخ التي طبعت بدار الكتب العلمية بيروت سنة 1417 هـ تحديداً في الصحيفة 123 إلى أخر ما تحتويه مطابقاً لما ذكره الإمام السبكي في كتابه وما يعتبر اليوم دائرة خلاف عظيمة نشأت عنها فتن عظيمة وصلت إلى الحد الإشراك والتكفير
فالمقصد هنا هو عدم وجود التهجم والنزاع والإهانة المباشرة أو الغير مباشرة وإختلاف العلماء رحمة والكل من نبع الحبيب صلى الله عليه وسلم ينهلُ ويغترف والعلماء أخذو العلم من أصل الكتاب والسنة وأما ما وصلوا إليه من نتائج فهي إجتهادات تحتمل عدة وجوه دون الوصول للتكفير والطعن والتهديم وخلق فتنة لا حدود لها
وهذه الرسالة ليست لفرد على وجه الخصوص أو مذهب أو منهج وإنما لكل من سولت له نفسه أن يتخذ من النقذ سلاحاً يدمر به كلما سمحت له الفرصة لذالك غير مبالٍ بما سيسببه من فتنة التي هي أشد من القتل وعلى كل من يحاول النقذ أن يتخير أسس وقواعد تكون المبدئ الأساسي له وينطلق وفق نظام لا يخرج عن الأدب الإسلامي وأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم والإختلاف كان موجوداً منذ زمن الصحابة بين مكة والمدينة ولم نسمع أي شائعة قد حدث فيها كما يحدث اليوم والله المستعان
وأما الذي يزداد إصراراً على ما يفعله من خطأ بعد هذه المحاضرة المبسطة فإن الله حسبه وليعلم جيداً إن كان يريد أن يطفئ نور الله فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون المبلسون الساعين بالفتنة وافتعال المفاسد لهدم الدين
قال الله تعالى {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف
وقال الله تعالى {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (8) سورة الأنفال
وقال الله تعالى {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (82) سورة يونس
وهذا والله ورسوله أعلم فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وما توفيقي إلا بالله رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد
أولاً وقبل الشروع في ذكر الموضوع كان ولابد من ذكر كلمة هامة جداً ليعي الجميع سبب هذه الرسالة الهامة
والسبب هو إنني كنت أبحث هذا الصباح على كتاب هام وهو المجلدات الخمس للإمام البخاري النسخة القديمة وقد دخلت إلى أحد المواقع المسمى بالألوكة أو مجالس اللوكة أو اللغة سمه ما شئت حيث أعجبت في بادئ الأمر بالموقع وقلت هذا مكان ثمين وبه مغانم كثيرة من علم وخير ولكن وفي لمح البصر وقع بصري على موضوع لشخص يدعى أبوعثمان قيل لي عنه بأنه ليس له عمل سوى السعي لنشر الفتنة ويدعي كشف الصوفية ويحاول الإطاحة بهم بأي وسيلة كانت تحت ستار العلم والدين فدخلت لموضوعه وكلي عجب لهذه الأحوال الغريبة وإذا به يضع موضوعاً قد خط بقلم شخص يدعى عبدالرجمن الوكيل يدعي فيه فضح الصوفيه وتفنن بالعبارات والكلمات المعسولة التي من ورائها النيل والإنتقام من أهل التصوف خاصة تلبيةً لرغبة أفكار اليهود في السعي بالفتنة وإثارة الجدل والتكفير
فقمت بكتابة موضوع شامل وعام يحتوي على النصيحة تبعاً للقول (( الدين النصيحة )) ولم يكن في الرسالة أي ميل لجانب وإهانة للجانب الأخر وإنما منعاً لما يحدث من تصرف مشين ورداً لمن يقومون بهذه الأساليب وتنويراً لمن أراد أن يستقيم ويتبع الحق
ولكن كانت هناك ردة فعل ما رأيت مثلها عجباً فقد قام المدير العام لمنتدى مجالس اللغة كما هو مسمى بحذف الموضوع مدعي أن لا أجعل هذا المقال في موضوع خاص وإنما أضعه على هيئة رد للشخص المعنى
فيثبت لي بأن الطعن واللعن والتكفير مسموح في حق الصوفية والتصوف وأما الدفاع والإستبيان والتوضيح والإرشاد ممنوع منعاً باثاً ويتم إعتراضه مباشرتاً
(( وهذه هي أخلاقهم فكل إناء بما فيه ينضح ))
وعليه فأحببت عرض هذه الرسالة هنا لكم جميعاً لعدة أسباب
السبب الأول _ إن كان هناك ما يسيء في هذه الرسالة فيجب توضيحه على المفصل
السبب الثاني _ إن كنت قد تحيزت في قولي بلا سبب مقنع فأرجوا إرشادي
السبب الثالث _ معرفة هذه الجهات المعادية وماهو مستوى العلم والفهم لديهم
السبب الرابع _ عدم التصرف بنفس أساليبهم ولنترك أمرهم إلى الله وهو حسبنا ونعم المولى ونعم النصير
السبب الخامس _ نشر هذه الرسالة في جميع المواقع الصوفية وغيرها من الجهات المعادية وأن لا نخشى في الله لومة لائم ويجب صد هذه التصرفات المعادية وردع كل من يسعى للفتنة وبثها
والسبب السادس _ وهو الأهم يجب قفل أي باب لمثل هذه الفتن نهائياً وعدم الخوض فيها فمن اراد الرجوع للحق فهذه رسالة تحمل كل خير وفائدة ومن أراد أن يسير في الظلام وبث الفتنة فالله حسبيه وهو الذي يمهل ولا يهمل
والآن إليكم نص الرسالة بتوفيق من الله عز وجل
***********************************
***********************************
إلى الاخوة المعتدين بإسم الدين والعقيدة على أهل التصوف وعلمائهم الأفاضل
وكل من سولت له نفسه إرتكاب هذه الفتن من الأطراف التي تدعي الإسلام والفعل ينافي القول
وبعد
قال الله تعالى في كتابه العزيز {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} (48) سورة التوبة
وقال الله تعالى {وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا} (14) سورة الأحزاب
إن من أعظم المصائب في هذا الزمن الذي نرى فيه الفتن تأتي كا قطع الليل المظلم وخاصة كما نراها في هذه الأماكن عبر خطوط الإنترنت لهي ذليل كاف على تقارب ساعات الزمن حقاً وأن كل ما حذر منه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من أحوال وتقلبات لخرق الدين والعقيدة الصحيحة قد أصبح واضحة جلية لا يكاد يخلو مكاناً إلا وفيه علامات سوداء تشير إلى وقوع الفتنة والساعي لإيقاظها والله المستعان
وأن اليهود قد سعوا بشتى الطرق والمحاولات المتكرره لهدم أركان الدين وخاصة بعد أن فشلت محاولات القتال بإستخدام الأسلحة بشتى أنواعها وما وقع من حرب ودمار وهدم وسلب ونهب وفساد وهتك في الأعراض ولم يتزعز الدين ولم يتراجع المسلمون عن جهادهم وكفاحهم فقاموا بتجديد نشاطهم بنشر الثقافات الغربية وأنفقو لها مليارات الدولارات بل إنه تم إنفاق أكثر من 20 مليار دولار في الآونة الأخيرة فقط لأجل فتح جنسية جنسية مجانية في هذه الشبكة العالمية ذات الطريقين
ثم تطورت الفكرة إلى مستوى خطير وعظيم بأن قام هؤلاء أحفاد القردة والخنازير ببث السموم بين صفوف المسلمين بدعم جهات معادية للإسلام تعمل تحت شعار الإسلام والدين يتحدثون بإسم الكتاب والسنة وهم بعيدون كل البعد عنها وليس لهم عمل سوى إحداث الفوضى والسعي بين المسلمين بالفتنة وهدم الدين وخلق الحواجز وهدم العقائد الإسلامية الصحيحة بكل الطرق والوسائل التي خصصت لها شخصيات وأموال وقواعد تدعم هذه الحركة الإرهابية الهادمة
فكنا نعرف من خلال ما تعلمناه من الأسس الإسلامية الصحيحة هي إخماد نيران الفتنة والسعي لإطفائها حفاظاً على ديننا الحنيف وأما ما نشاهده اليوم هو إيقاظ الفتنة والسعي لها وفتح أبوابها والتلذذ بنشرها ودعمها بكل الوسائل مهما كلف الامر
فبدلاً من أن نعالج أحوال تفكك الأمة الإسلامية اليوم على مستوى العالم الإسلامي وإيجاد حلول لما نراه من دمار دخل علينا من جميع الأبواب بكل الطرق وبشتى الوسائل ومحاربة الجهل والفسق والفتن تجد العكس تماماً وهو خلق منافذ وأبواب جديدة تعمل لصالح الفساد والخراب وتعين عليه وتزيد من حدته وتتحد لأجل الإيقاع بالدين وهدمه حتى يتحقق ما يرجوه العدو وما يحلم به منذ ضهور الرسالة المحمدية وحتى هذه اللحظة
فبدلاً من مذهب أو منهج إن صح التعبير يسعى للرقي بالدين ونشر الخير ومعالجة المواقع بعلم وأدب وتسامح وحلم وتبادل للمعارف والعلوم تجده يسعى لخلق فتنة وإنشاب حرب لا تنطفئ فلا تتغى المواقع والكتب إلا بالتكفير والسب والتنذيل والطعن والتحقير وخرق لقوانين الحياة تحت شعار (( أهل السنية والإسلام ))
لكن الحقيقة فإن كل من يسعى بهذا التفكير وهذا المنهج المتدني فالأحق أن يكون تحت شعار (( السوء نية )) وليست السنية أو أتباع السنة المحمدية
فكما نرى هنا وما أتى به فضيلة المكرم أبوعثمان من كتاب يحمل بين طياته كل خبيث لا ينبت شيئاً ولا يحمل سوى فتنة يقصد بها الهدم والتسفيه كالتاجر في الأسواق صاحب نفس سلعتك فتحاول ان تبخس الأسعار وتخرج عيوب سلعته وترسم بحق تجارته وعمله أنواع الأخطاء ونقاط الضعف بحق أو بغير حق ليحدث له ركوداً وموتاً لسوقه وسلعته على حساب أن الترويج لسلعتك وحاجتك الخاص وتروج لها بحلال أو حرام فالمقصد هو مرحبك الخاص وما ستجنيه من عوائد تخدم بها هدفك الذي تلوح إليه , فلا تسعى إلا لهدف يخدمك فقط ويلبي مطلبك رغباتك متناسياً القواعد الأصولية في طرق التعامل الإسلامي الصحيح
فالمختصر الآن الذي حاولت وسأحاول جاهداً توضيحه بطريقة مبسطة جداً لأنني أسعى لإيصال المعنى للعامة قبل الخاصة حتى إذا مر أحد على هذا الرد فسوف يعي ما أعنيه وسوف يراجع نفسه ليجد الحقيقة ويقارنها مع الواقع ويقتنع بصدق دون تلبيس بإذن الله تعالى
وما اقصده من قولي . إذا أخذ المرء في مستوى من العلم ودرجة حاز عليها من الإجتهاد فرضاً ورأى من بعض العلماء والمشائخ حدوث أخطاء وتصرفات يرى وحسب ما علمه الله أنها بعيدة عن الإسلام أو لها عدة وجوه وهذا الأصح في التعبير فهنا وبصفته المحقق والمصحح لهذه المفاهيم كما ينوي التصرف فعليه بناء قاعدة صحيحة ينطلق من خلالها حتى لا ينهدم بنيانه الذي بناه
فكلنا أو أغلبنا يعلم جيداً أن في كل من البشر جوانب سيئة وجوانب حسنة حتى الكافر بالله الخارج عن الملة رغم كفره وبعده عن الدين تجد له في بعض الأحيان جوانب حسنة تفتقدها في المسلم نفسه
فما بالك بعالم جليل من أهل العلم والشريعة الإسلامية العطرة وقطع العمر في كتاب الله وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم والاعظم من ذالك أن لا تجد من قد طعن بحقه في زمنه ذاك رغم وجود مصابيح لامعة من كبار العلماء في ذاك الزمن مع عدم وجود أي تعارض فيما بينهم بل تجد الثناء لبعضهم البعض
فهنا ما اريد قوله وبالله التوفيق وعليه الإتكال ومنه التيسير وإليه التفويض في الأمر كله أنه حين يأتي شخص كا هذا السيد المذكور الاخ عبدالرحمن الوكيل مع الأسف الشديد وأراد الطعن بشيء ما دون تحديد ماهية هذا الشيء الذي ينوي كشف الستار عنه فهنا يفترض في بادئ الأمر عدم التطرق لقصد مصدر معين وتحديده كأن يكون هذا العالم المعنى في الطعن هو من يمثل الصوفية بأكملها أو غيرها من المناهج الأخرى وهذا الخطأ الأول الذي حدث هنا بشمول الصوفية وكأن المقصود هو الطعن واللعن والإهانة بحق الصوفية ولكن بصورة أكثر أدب تؤدي لمعنى واحد ومن لم ينتبه له الآن سينتبه له بعد عين بأن المؤلف يقصد الإهانة بأهل التصوف والإطاحة بهم بشتى الطرق والوسائل مهما كلف الأمر إلى أخر المعاني المخبئة وراء العنوان المذكور
ثانياً الكل يعلم أن العالم حين يؤلف كتاباً قد أخذ نبعه من الكتاب والسنة فإنه معرضاً للنقذ من قبل علماء اخرين وسيتعرض للنقاش حياً أو الإختلاف فيما تفضل به بعد موته من قبل علماء أخرين باحثين ومجتهدين في المسائل الدينيه وغيرها
ولكن مع الأخذ في الإعتبار أن نعي جيداً أننا حين نقوم بالنقذ أن نضع في الحسبان أن كما لهذا العالم من جوانب مظلمة قد رأها هذا الناقذ لكتابه ومؤلفاته فإن له بالمقابل جوانب مضيئة لا خلاف فيها وتعتمد من قبل الأعظمية من العلماء دون الطعن بها
فهنا كان من المفترض على الناقذ إن كان حقاً متبعاً للشريعة المحمدية صادقاً في قوله وفعله ونواياه أن يكون القصد خالصاً لله عز وجل أن يكون (( منصفاً )) فعليه هنا إختصار الطعن والنقذ على هذا العالم المعنى في موضوعه وفي الجانب السلبي أو المظلم مع مراعاة التأدب في اللفظ بحقه والنقذ بصورة أدبية أو ما يسمى بالنقذ البنّاء مع ذكر كلمة خير في جوانبه المضيئة أو الإيجابية كا نوع من الأدب والتقدير من قبل هذا الشخص الناقذ دون إستخدام أسلوب المشاقذة كما نراه في كل جولة تتفضل بها الجهات الأخرى من المناهج الإسلامية دون التحديد إحتراماً لكم
ولكن ومع الأسف الشديد المليء بالخجل لما رأيت من سوء تصرف أنه قد تم تخطي جميع الأسس والأدب العلمي وأخلاق الإسلام والمسلمين والصفات الحميدة التي يتوادد بها المسلمون فيما بينهم لإظهار نوعاً من التهجم والإسائة الغير متوقعة من مسلم يشهد لله بالوحدانية ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة فقام ووضع شمولاً لأهل الصوفية عن بكرة أبيهم لمجرد إقتباس لجوانب في الغالب لن تكون سيئة ولكن نقول فربما لها عدة أوجه ونعتٍ تحتمل القبول من عدمه وتم تصريفها بمحمل التكفير والتدنيس والتدني متناسياً الجوانب الإيجابية مما نستنتج من هذا التصرف إن الأمر متقصد مفتعل لأغراض تشبه في أمرها أغراض المصالح الشخصية بحسب المستوى المخطط له
وقد أعجبت بشخص ذات مرة إذ قام بوضع معايير على قدر فهمه ووعيه بالأمر وأعتبره ذا قلب راجح وعقل مستنير حيث قال لي أنه قد وجد كتاباً إسمه شفاء السقام في زيارة خير الآنام للإمام السبكي رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين فقلت له أعرفه ومارايت فيه ؟
فقال لي تعجبت من أمر غريب
فسأله وما هو
فقال لي وجدت أن الإمام السبكي رحمه الله قد ذكر وأثبت وجود التوسل وعدم إنكاره وبأسانيد صحيحه وثابتة وذكر لي الصفحات التي تحتوي هذه الأدلة
فقلت له نعم وما الذي تريد الوصول إليه ؟
فقال لي تعجبت بأن الإمام السبكي رحمه الله كان يعرف عنه بأنه رجل لا يخشى في الله لومة لائم وكان في زمن الإمام إبن تيميه رحمه الله وكان الإمام السبكي قد قام بإعتراض إبن تيميه في عبارات أشار إليها في مقدمة كتابه المطبوع في دار الجيل 1411هـ وبالمقابل لم يعترضه إبن تيميه في التوسل حتى أن هناك بل أكده في كتابه الكلم الطيب النسخ التي طبعت بدار الكتب العلمية بيروت سنة 1417 هـ تحديداً في الصحيفة 123 إلى أخر ما تحتويه مطابقاً لما ذكره الإمام السبكي في كتابه وما يعتبر اليوم دائرة خلاف عظيمة نشأت عنها فتن عظيمة وصلت إلى الحد الإشراك والتكفير
فالمقصد هنا هو عدم وجود التهجم والنزاع والإهانة المباشرة أو الغير مباشرة وإختلاف العلماء رحمة والكل من نبع الحبيب صلى الله عليه وسلم ينهلُ ويغترف والعلماء أخذو العلم من أصل الكتاب والسنة وأما ما وصلوا إليه من نتائج فهي إجتهادات تحتمل عدة وجوه دون الوصول للتكفير والطعن والتهديم وخلق فتنة لا حدود لها
وهذه الرسالة ليست لفرد على وجه الخصوص أو مذهب أو منهج وإنما لكل من سولت له نفسه أن يتخذ من النقذ سلاحاً يدمر به كلما سمحت له الفرصة لذالك غير مبالٍ بما سيسببه من فتنة التي هي أشد من القتل وعلى كل من يحاول النقذ أن يتخير أسس وقواعد تكون المبدئ الأساسي له وينطلق وفق نظام لا يخرج عن الأدب الإسلامي وأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم والإختلاف كان موجوداً منذ زمن الصحابة بين مكة والمدينة ولم نسمع أي شائعة قد حدث فيها كما يحدث اليوم والله المستعان
وأما الذي يزداد إصراراً على ما يفعله من خطأ بعد هذه المحاضرة المبسطة فإن الله حسبه وليعلم جيداً إن كان يريد أن يطفئ نور الله فإن الله متم نوره ولو كره الكافرون المبلسون الساعين بالفتنة وافتعال المفاسد لهدم الدين
قال الله تعالى {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (8) سورة الصف
وقال الله تعالى {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (8) سورة الأنفال
وقال الله تعالى {وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (82) سورة يونس
وهذا والله ورسوله أعلم فما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان وما توفيقي إلا بالله رب العالمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
