ليس غريبا أن نرى دموع الشوق إلى البيت الحرام سيولا. ليس غريبا أن نسمع حنين المشتاقين نحيبا وعويلا. ليس غريبا لأن الله استجاب دعاء أبينا إبراهيم عليه السلام
لما قال : (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم).
هذه دعوة بالغة بليغة.
ما قال (واجعل قلوب الناس تهوي إليهم). اختار لفظ الفؤاد لأنه أنسب للحرارة والحرقة. الفؤاد هو القلب عند العرب. ولكن لا يقال له فؤاد إلا إذا اعتبر فيه معنى التفؤد وهو التوقد. العربي إذا شوى اللحم يقول فأدت اللحم. فاختار إبراهيم عليه السلام لفظ الفؤاد ليعبر فيه عن حرارة الوجدان.
ثم دعا إبراهيم لهذه الأفئدة فما قال (واجعل أفئدة من الناس تحن إليهم). بل قال (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم). وإذا فتشت عن استعمال هذا اللفظ في كتاب الله تجده خاصا بأسرع أنواع السقوط من العلو إلى السفل. يقول الله تبارك وتعالى (وأما من خفت موازينه فأمه هاويه). (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق). هذه دعوة بالغة ستوقد شوي القلوب شوقا إلى البقاع المقدسة.
هذه دعوة ما خص الخليل بها العلماء ولا المتدينين ولا الصالحين. بل عمم فيها وقال (واجعل أفئدة من الناس) ونحن نرى آثار هذا التعميم. لا يخلو قلب مسلم من خفي الشوق والحنين إلى البقاع المقدسة ولو كان مقصرا.
فلما بعث نبينا محمدا أوقد الشوق نارا إلى دار هجرته فقال : (اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه)
كان الشوق إلى مكة جمرا تتقلب عليه أفئدتنا فصب النبي على جمر الشوق إلى المدينة جمرا مثله معه.
هذا الدعوة أصابت قلوب المؤمنين فجهرت إلى الله بلظى ما أصابها من دعوة أنبيائه
خليلي إن وافيتما أرض طيبة
وعند رسول الله قد نزل الركب
فقولا له يا أكرم الناس منزلا محب من الزوار
سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيباً بما طاب ذاك الوَفد أشباحا
نسيم قبر النّبي المصطفى لهم روح إذا شربوا من ذكره راحا
يا واصلين إلى المختار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا
إنّا أقمنا على عذرٍ وعن قدرٍ ... ومن أقام على عذرٍ كمن راحا
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجبر حنين أفئدتنا. نسأله بمحض جوده وكرمه أن يتقبل الحجاج والعمار وأن يبارك لهم في الصحة والعافية. وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا. واطو اللهم لهم الديار والأسفار، وردهم إلينا سالمين غانمين شافعين مشفعين. ومن علينا بالتعرض لنفحات الرحمة, واكتبها لنا في العام القادم حجا مبرورا
لما قال : (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم).
هذه دعوة بالغة بليغة.
ما قال (واجعل قلوب الناس تهوي إليهم). اختار لفظ الفؤاد لأنه أنسب للحرارة والحرقة. الفؤاد هو القلب عند العرب. ولكن لا يقال له فؤاد إلا إذا اعتبر فيه معنى التفؤد وهو التوقد. العربي إذا شوى اللحم يقول فأدت اللحم. فاختار إبراهيم عليه السلام لفظ الفؤاد ليعبر فيه عن حرارة الوجدان.
ثم دعا إبراهيم لهذه الأفئدة فما قال (واجعل أفئدة من الناس تحن إليهم). بل قال (واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم). وإذا فتشت عن استعمال هذا اللفظ في كتاب الله تجده خاصا بأسرع أنواع السقوط من العلو إلى السفل. يقول الله تبارك وتعالى (وأما من خفت موازينه فأمه هاويه). (ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق). هذه دعوة بالغة ستوقد شوي القلوب شوقا إلى البقاع المقدسة.
هذه دعوة ما خص الخليل بها العلماء ولا المتدينين ولا الصالحين. بل عمم فيها وقال (واجعل أفئدة من الناس) ونحن نرى آثار هذا التعميم. لا يخلو قلب مسلم من خفي الشوق والحنين إلى البقاع المقدسة ولو كان مقصرا.
فلما بعث نبينا محمدا أوقد الشوق نارا إلى دار هجرته فقال : (اللهم إن إبراهيم عبدك ونبيك وخليلك وإنه دعاك لمكة وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه)
كان الشوق إلى مكة جمرا تتقلب عليه أفئدتنا فصب النبي على جمر الشوق إلى المدينة جمرا مثله معه.
هذا الدعوة أصابت قلوب المؤمنين فجهرت إلى الله بلظى ما أصابها من دعوة أنبيائه
خليلي إن وافيتما أرض طيبة
وعند رسول الله قد نزل الركب
فقولا له يا أكرم الناس منزلا محب من الزوار
سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيباً بما طاب ذاك الوَفد أشباحا
نسيم قبر النّبي المصطفى لهم روح إذا شربوا من ذكره راحا
يا واصلين إلى المختار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحا
إنّا أقمنا على عذرٍ وعن قدرٍ ... ومن أقام على عذرٍ كمن راحا
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجبر حنين أفئدتنا. نسأله بمحض جوده وكرمه أن يتقبل الحجاج والعمار وأن يبارك لهم في الصحة والعافية. وأن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا. واطو اللهم لهم الديار والأسفار، وردهم إلينا سالمين غانمين شافعين مشفعين. ومن علينا بالتعرض لنفحات الرحمة, واكتبها لنا في العام القادم حجا مبرورا