هناك مثل ألبانى يقول
"لاشجار بلا امرأة"
فمن لا يزال يعتقد أن المرأة كائن رقيق ومسالم، قابل للكسر كالقوارير، فقد تتغير نظرته تماما إذا ما عايش الموقف الغريب الذي حصل لي ليلة البارحة.
ذلك الموقف كان عبارة عن شجار في الشارع، ذكرني بلعبة الفيديو الشهيرة
التي أدمنت لعبها في فترة من الفترات..
الأبطال كانوا كالتالي:
· سائق تاكسي مغلوب على أمره
· فتاتان من جنسية عربية من فئة الي (بالي بالك)
· شاب مواطن يافع
· العبد الفقير إلى الله..أنا!
كنت في طريق عودتي إلى المنزل لأفاجأ بحافلة صغيرة تسد الطريق، ولم تفلح محاولاتي المستميتة باستخدام بوق السيارة في دفعها إلى السير قبل أن أكتشف أن سبب التعطيل هو سيارة أجرة تقف أمامها.
نزلت من السيارة و أنا أرغي و أزبد لأعرف (سالفة) سائق الأجرة و سر إصراره على عدم (التزحزح) من مكانه، فأخبرني بأنه قام بالاتصال بالشرطة لحل مشكلة بينه وبين الفتاتين اللتان ترفضان النزول من السيارة عند باب الفندق الذي يققف أمامه، إحدى الفتاتين واقفة ممسكة بباب السيارة وهي مصرة على عدم السماح لها بالتحرك متجاهلة لتنبيهات طابور طويل من المركبات يقف عاجزا عن الحركة.
طلبت منها بكل أدب أن تترك السائق يحرك سيارته إلى موقف قريب بحيث يسمح بحركة السير، و بعدين (يصطفلون) أهم شيء أن أتحرك أنا بسيارتي و أصل إلى البناية التي لاتبعد سوى مسافة أمتار قليلة، إلا أنها رفضت بشدة و أخذت تصرخ وتتفوه بكلمات نابية تجاهي نجحت في رفع ما تبقى من ضغط دمي إلا أنني آثرت الأخذ بمبدأ السلامة و القيام بعملية انسحاب تكتيكي إلى سيارتي فما أسهل أن (تتبلى) علي وتدعي بأنني قمت مالم أقم به فأجرجر معها في أقسام الشرطة وأورقة المحاكم.. فحتى وقت قريب المرأة دائما على حق والقانون يقف في صفها!
إلا أن الفتاة يبدو أنها (ركبت راسها) وبدأ صوت صراخها يعلو، و سائق الأجرة حائر لا يدري ماذا يفعل، وجماهير الفضوليين بدأت في التوافد على المكان،فنزلت من جديد و الشرر يتطاير من عيني فيبدو أن الأسلوب المحترم بات لا ينفع هذه الأيام، هذه المرة جاء معي الشاب صاحب السيارة التي تقف خلفي مباشرة بعد أن نفذ صبره بدوره وحاول أن يرغم تلك الفتاة على الدخول إلى السيارة، لكنها أبت و بدأت بتشغيل أسطوانة الشتائم من جديد عندها تذكرت المثل القائل :" اللسان الطويل دلالة على اليد القصيرة"
إلا أن ظني خاب بعد أن فوجئت بضربة على طريقة (الكونغفو) أصابت أنف ذلك الشاب وأسالت منه الدم، لتنشب عندها معركة حامية الوطيس وجدت نفسي جزئا فيها بعد أن توليت مهمة الامساك بذلك الشاب و إبعاده عن (فتاة الكونغفو) التي كانت مصرة بشكل غريب على النيل منه مستغلة إحكامي السيطرة عليه، ففي كل مرة أحاول فيها ابعاده عنها أفاجأ بها تقترب من جديد لتوجه له ركلة قوية أو لكمة خاطفة، لتكون بذلك كمن يسكب الزيت على النار، لاسيما بعد أن نجحت في تقطيع قميصه إلى أوصال صغيرة انكشف معها كامل الجزء العلوي من جشمه ولم يبق إلا (الشورت) ليستره!
أما أنا فمع توالي الهجمات فعقالي طار في صوب وغترتي طارت إلى صوب آخر وكدت بدوري أن أتلقى (رفسة) على الطاير إلا أن تدخل أم العيال لسحبي إلى السيارة أنقذني من ضربات تلك الفتاة المتوحشة.
و الحمدلله أن الشرطة جاءت قبل أن يتطور الموضوع أكثر من ذلك و أتلقى أنا والشاب الذي كان يزداد مع الوقت حدة و شراسة ضربة قاضية تنهي بذلك مستقبلنا!
لسوء الحظ اضطررت للذهاب لارتباطي بموعد هام جدا إلا أنني لم أنسى أن أعطي رقم هاتفي للشرطي في حال احتياجهم لشاهد (شاف كل حاجة) لكي يشهد على تلك المهزلة الحاصلة.
وبعد انتهائي من الموعد الهام جدا و الذي لم يكن سوى مع الحلاق، كان خلالها الفضول يكاد أن يأكلني لكي أعرف نهاية ذلك الفيلم الهندي خصوصا بعد مشاهدتي في طريق العودة لبقايا قميص ذلك الشاب متناثرة على الشارع.
و ابتسم لي القدرلأول مرة فما أن أوقفت سيارتي إذا بي أسمع صوت بوق سيارة فالتفت خلفي لأشاهد ذلك الشاب وابتسامة عريضة مرسومة على وجهه ، فتحمدت الله على سلامته وسألته عن ماحدث لاحقا، فأخبرني بأنه تم استدعاؤهم جميعا إلى قسم الشرطة، وكما توقعت فقد ادعت تلك الفتاة زورا و بهتانا بأنه حاول اغتصابها ، إلا أن هذه الحيلة لم تنطل على رجال القانون خصوصا في ظل وجود مجموعة من الشهود على رأسهم سائق التاكسي شهدوا على تلك الفتاة التي تمادت كثيرا لدرجة أنها تطاولت بالسب والشتم على الدولة وهو ما قد تصل عقوبته إلى التسفير إلى خارج البلاد، إلا أن ذلك الشاب تنازل عن القضية للأسف وتم الاكتفاء بتوقيعها على تعهد بعدم تكرار مثل هذه التصرفات وهو مازادني غيظا و قهرا، فمثل هذه النماذج (قليلة الأدب) لا مكان لها على أرض هذه الدولة و لكن عزائي أن ذلك الشاب.. خرج منها سليما معافا…و أنا كذلك!