يوم ضحكت الدنيا
المستقبل انه المجهول الذي لا يعلمه سوى الخالق عز وجل, وقـد تجلت حكمته سبحانه إذ جعله من الغيب محظور على بنى البشر, فلـو علم كل منا مستقبله لعاش مهموما, بـل وكره حتى أن يعيش.
نعم إن الدنيا ما هي إلا خدعة, لحظات سعادة وسنوات أحزان, وكم من أحلام تحطمت على صخرة الحياة اليابسة!, وكم من أ مال أجهضت قبل حتي أن تولد!, وكم من حضارات اند ثرت بعد أن حسبنا انها خالدة خلود الدهر, وكم, وكم....................؟
إنها الدنيا, ما تلبث أن تبتسم لشخص حتى يطمئن, وفجأة تدير ظهرها له مكشرة عن أنيابها فتـذيقه الآلام والأهوال, وغالبا ما تكون النهاية, ولكنها نهاية لا ينفع معها الند م, فمن يذهب لا يعود!!!
لقد كان الأعلى منصبا والأغنى مالا والأفضل حالا في زمن تقاس فيه الأحوال بالسلطة والمكانة لقد رآه الناس أفضلهم, فهل هو حقا كذلك؟!
انه سؤال والأسئلة دوما سهلة, وتكمن الصعوبة في الإجابة, والتي لو بحثنا عنها لوجدناها قابعة في منزله حيث يخلع عنه ذلك القناع الاجتماعي الذي يضعه أمام الناس فينقشع الضباب وتسقط الغشاوة عن الأعين فتتجلى الحقيقة واضحة, فهذا الأفضل يعيش حياة زوجية ا قل ما يقال عنها إنها مفككة, حتى طفـله والذي يراه مثله الأعلى يكاد يجلس معه ليشعره بحنان الأب,
وتمر السنوات ويكبر الطفل ويكبر معه حلمه في إن يصبح مثل أبوه, وذات مره اخبر أمه واخذ يسترسل في الكلام حتى انه بدا بالفعل يقلد مشية أبوه وجلسته وكيف يأكل وكيف يتحدث, وهنا انفجرت ألام صارخة:
- هل تريد أن تكون مثله؟
وبتلقائية رد الفتي :
- بالطبع .
-إذن تعال معي ، قالتها ألام وذهبت به لغرفة جانبية وأغلقت الباب وأخرجت حفنة من الأموال وألقتها على الأرض إمام الفتى مباشرة, ثم أشارت بإصبعها للأموال قائلة بصوت يرتجف:
-اركع إذن للنقود !
وأمام هول المفاجأة لم يجد الفتى ما يقول بل اكتفى بالنظر لامه متسائلا, وفهمت ألام السؤال فقالت بصوت يغالب البكاء:
- أن أبوك عبد للمال, يفعل اى شيء وكل شيء في سـبـيـله !
قالتها وانفجرت دموعها التي جاهـد ت لكبحها سنين طويلة, لقد تذكرت ذلك اليوم الذي " ذهبت فيه مع زوجها لأحدى سهرات العمل كما يسميها الزوج, يومها طلب رجل أن يرقص معها ولكنها رفضت فما كان من زوجها الا أن ضغط عليها حتى وافقت بحجة الترفيه عنها, وأثناء الرقص حاول الرجل معها فنهرتــــــــه وأخبرت زوجها بما كان وكانت الفاجعة إذ طلب منها مسيارة الرجل حتى تنتهي الصفقة, وهنا جن جنونها فهي لم تتوقع ذلك بل لم تتخيله في أبشع كوابـيـسها, وبأعـيـن لا ترى وآذان لا تسمع تركت الحفل وعادت للمنزل, وهناك فكرت في الرحيل ولكنها تراجعت من اجل طفليهما الذي لا ذنب له.
أنهت ألام كلامها وأخذت تبكى داعية الله إن ينتقم لها وان يخلصها هي وابنها من ذلك الجحيم, ولم يحتمل الفتى بكاء أمه الذي يقطع نياط القلوب, فأخذ يبكى ويبكى عله ينسى تلك الصدمة بل عله ينسى والده نفسه.
وكأن القدر كان ينتظر تلك اللحظة حتى يـنـتـقم للزوجة فتديرالدنيا ظهرها للرجل ليجــد نــفــســه محاصرا برجال الأمن يحـقـقـون معه بلا رحمة, ويقومون بالتحفظ على كل أمواله وممتـلكاته دون بعضها والذي كتبها لزوجته بغير علمها تهربا من الضرائب.
وبالمنزل حاول استعـطاف زوجته كي تسانده في محنته, ولكن هيهات انتهى زمن العواطف, حتى ابنه الوحيد رفض أن يراه, بل و طرده من المنزل!!
لذلك نجده هائم بالشوارع,لا احد يلجأ له كلهم خذلوه, انه ألان على أحدى الكباري ينظر للنيل,ويا للعجب يخيل له انه يحدثه, والنيل يدعوه إن يرتمي في أحضانه عسى تطهره مياهه !!
و يا للهول لقد قبل الرجل الدعوة إذ قفز بشوق في المياه وبدأ النيل وكأنه يضحك والأفظع أن هذا الضحك كان له صوت مسموع يشق سكون الليل ويبعث الرعشة في الأوصال, وما زاد الرعب رعبا أن مصدر الضحك لم يكن النيل !
بل كانت هي!! واقفة في الأفق البعيد تشاهد وتضحك ولك أن تتخيل هول المنظر,
إنها الدنيا ولكن بوجهها البشع الذي لا تجرؤ حتى على النظر إليه, وتشتد الرعشة في الأوصال, وتتعالى الضحكات, وفجأة !! يتوقف كل شيء وتختفي أصوات الضحك, ليحل محلها صراخ ولكنه ليس كأي صراخ, انه صراخ طفل يولد,
لقد استقبل الدنيا بالبكاء, فلماذا يبكى ؟! وماذا ينتظره؟! لا احد يعلم كل ما نرجوه ألا تخدعه الدنيا, فماهي إلا حجرة ذات بابين ندخل من واحد ونخرج من الأخر........
فيا لها من رحلة
نعم إن الدنيا ما هي إلا خدعة, لحظات سعادة وسنوات أحزان, وكم من أحلام تحطمت على صخرة الحياة اليابسة!, وكم من أ مال أجهضت قبل حتي أن تولد!, وكم من حضارات اند ثرت بعد أن حسبنا انها خالدة خلود الدهر, وكم, وكم....................؟
إنها الدنيا, ما تلبث أن تبتسم لشخص حتى يطمئن, وفجأة تدير ظهرها له مكشرة عن أنيابها فتـذيقه الآلام والأهوال, وغالبا ما تكون النهاية, ولكنها نهاية لا ينفع معها الند م, فمن يذهب لا يعود!!!
لقد كان الأعلى منصبا والأغنى مالا والأفضل حالا في زمن تقاس فيه الأحوال بالسلطة والمكانة لقد رآه الناس أفضلهم, فهل هو حقا كذلك؟!
انه سؤال والأسئلة دوما سهلة, وتكمن الصعوبة في الإجابة, والتي لو بحثنا عنها لوجدناها قابعة في منزله حيث يخلع عنه ذلك القناع الاجتماعي الذي يضعه أمام الناس فينقشع الضباب وتسقط الغشاوة عن الأعين فتتجلى الحقيقة واضحة, فهذا الأفضل يعيش حياة زوجية ا قل ما يقال عنها إنها مفككة, حتى طفـله والذي يراه مثله الأعلى يكاد يجلس معه ليشعره بحنان الأب,
وتمر السنوات ويكبر الطفل ويكبر معه حلمه في إن يصبح مثل أبوه, وذات مره اخبر أمه واخذ يسترسل في الكلام حتى انه بدا بالفعل يقلد مشية أبوه وجلسته وكيف يأكل وكيف يتحدث, وهنا انفجرت ألام صارخة:
- هل تريد أن تكون مثله؟
وبتلقائية رد الفتي :
- بالطبع .
-إذن تعال معي ، قالتها ألام وذهبت به لغرفة جانبية وأغلقت الباب وأخرجت حفنة من الأموال وألقتها على الأرض إمام الفتى مباشرة, ثم أشارت بإصبعها للأموال قائلة بصوت يرتجف:
-اركع إذن للنقود !
وأمام هول المفاجأة لم يجد الفتى ما يقول بل اكتفى بالنظر لامه متسائلا, وفهمت ألام السؤال فقالت بصوت يغالب البكاء:
- أن أبوك عبد للمال, يفعل اى شيء وكل شيء في سـبـيـله !
قالتها وانفجرت دموعها التي جاهـد ت لكبحها سنين طويلة, لقد تذكرت ذلك اليوم الذي " ذهبت فيه مع زوجها لأحدى سهرات العمل كما يسميها الزوج, يومها طلب رجل أن يرقص معها ولكنها رفضت فما كان من زوجها الا أن ضغط عليها حتى وافقت بحجة الترفيه عنها, وأثناء الرقص حاول الرجل معها فنهرتــــــــه وأخبرت زوجها بما كان وكانت الفاجعة إذ طلب منها مسيارة الرجل حتى تنتهي الصفقة, وهنا جن جنونها فهي لم تتوقع ذلك بل لم تتخيله في أبشع كوابـيـسها, وبأعـيـن لا ترى وآذان لا تسمع تركت الحفل وعادت للمنزل, وهناك فكرت في الرحيل ولكنها تراجعت من اجل طفليهما الذي لا ذنب له.
أنهت ألام كلامها وأخذت تبكى داعية الله إن ينتقم لها وان يخلصها هي وابنها من ذلك الجحيم, ولم يحتمل الفتى بكاء أمه الذي يقطع نياط القلوب, فأخذ يبكى ويبكى عله ينسى تلك الصدمة بل عله ينسى والده نفسه.
وكأن القدر كان ينتظر تلك اللحظة حتى يـنـتـقم للزوجة فتديرالدنيا ظهرها للرجل ليجــد نــفــســه محاصرا برجال الأمن يحـقـقـون معه بلا رحمة, ويقومون بالتحفظ على كل أمواله وممتـلكاته دون بعضها والذي كتبها لزوجته بغير علمها تهربا من الضرائب.
وبالمنزل حاول استعـطاف زوجته كي تسانده في محنته, ولكن هيهات انتهى زمن العواطف, حتى ابنه الوحيد رفض أن يراه, بل و طرده من المنزل!!
لذلك نجده هائم بالشوارع,لا احد يلجأ له كلهم خذلوه, انه ألان على أحدى الكباري ينظر للنيل,ويا للعجب يخيل له انه يحدثه, والنيل يدعوه إن يرتمي في أحضانه عسى تطهره مياهه !!
و يا للهول لقد قبل الرجل الدعوة إذ قفز بشوق في المياه وبدأ النيل وكأنه يضحك والأفظع أن هذا الضحك كان له صوت مسموع يشق سكون الليل ويبعث الرعشة في الأوصال, وما زاد الرعب رعبا أن مصدر الضحك لم يكن النيل !
بل كانت هي!! واقفة في الأفق البعيد تشاهد وتضحك ولك أن تتخيل هول المنظر,
إنها الدنيا ولكن بوجهها البشع الذي لا تجرؤ حتى على النظر إليه, وتشتد الرعشة في الأوصال, وتتعالى الضحكات, وفجأة !! يتوقف كل شيء وتختفي أصوات الضحك, ليحل محلها صراخ ولكنه ليس كأي صراخ, انه صراخ طفل يولد,
لقد استقبل الدنيا بالبكاء, فلماذا يبكى ؟! وماذا ينتظره؟! لا احد يعلم كل ما نرجوه ألا تخدعه الدنيا, فماهي إلا حجرة ذات بابين ندخل من واحد ونخرج من الأخر........
فيا لها من رحلة